شهدت كليات التقنية العليا منذ تأسيسها في العام 1988 تطوراً هائلاً حيث أصبحت أكبر مؤسسة للتعليم العالي في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد جاء هذا التطور الكبير خلال مدة وجيزة لا تتجاوز 25 عاماً انعكاساً للنمو السريع لدولة الإمارات العربية المتحدة التي احتفلت مؤخراً بعيد الاتحاد الواحد والأربعين.
ارتفـــع عدد طلبة الكليات من 240 طالب وطالبــة في أربع كليات إلى أكثر من 000 18 طالب وطالبة موزعين على 17 كلية في مختلف أنحاء الدولة.
وتفخر أسرة كليات التقنية العليا هذا العام بالاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين.
في ظل القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة اقترن اسم كليات التقنية العليا بتوفير فرص التعليم والتفوق الأكاديمي لجميع المواطنين. ففي العام 1985 عقد معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان العزم على تأسيس نظام جديد للتعليم العالي لتوفير التعليم النوعي للمواطنين والمواطنات في جميع أنحاء الدولة، بما يعزز مبادىء الإنتاجية والإرادة والتفوق.
وتمثلت رؤية معاليه في إعداد الطلبة الإعداد الأمثل لمزاولة المهن الفنية والاحترافية المطلوبة في مجتمع سريع التطور، وتأهيل جيل جديد من الخريجين المتميزين للمساهمة الفاعلة في التنمية الاقتصادية السريعة.
تحققت هذه الرؤية بتأسيس كليات التقنية العليا بموجب المرسوم بقانون اتحادي رقم (2) لسنة 1988 الصادر من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، طيّب الله ثراه. وتستمر كليات التقنية العليا في الإرتقاء من نجاحٍ إلى نجاح بفضل الدعم المستمر لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة- حفظه الله – وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولــــة، رئيــس مجلس الوزراء، حاكم دبـــي، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، حكام الإمارات، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقد قدم النموذج التعليمي الجديد لكليات التقنية العليا آنذاك نوعاً جديداً من التعليم التطبيقي القائم على التدريب العملي والمصمم خصيصاً لاستقطاب الشباب المواطن. ومما لا شك فيه أن مسيرة الكليات التعليمية تشهد حتى اليوم توسعاً شاملاً ومستمراً حيث يتعلم الطلبة في بيئة تقنية متطورة تعزز تطوير مهارات التعلم المستقل والتعلم مدى الحياة المطلوبة لتحقيق النجاح في عالم سريع التغيير. وما زالت الكليات تركز بشكل خاص على التعلم بالممارسة كون الطالب محور للعملية التعليمية، كما تعتمد بشكل مكثف على أحدث التقنيات المتطورة وممارسات التدريس المتصلة بمتطلبات بيئة العمل الفعلية، حيث يتم بصورة مستمرة دمج المهارات الجديدة وأساليب التدريس الحديثة مع البرامج والمساقات الدراسية المتاحة في الكليات.
وقد ساهمت كليات التقنية العليا في تطوير حياة الآلاف من أبناء وبنات الدولة من خلال برامجها الإبداعية المتميزة ، حيث نجحت منذ تأسيسها في تخريج أكثر من 000 55 خريجاً وخريجة.
إنه لمبعث فخر واعتزاز لكليات التقنية العليا أن تحتفل بالإنجازات المتميزة لخريجيها وخريجاتها الذين يعملون في شتى القطاعات بالدولة أو يواصلون دراستهم العليا في الدولة وخارجها. إنهم نماذج ناجحة للإنجاز والعطاء في كافة المجالات والميادين.
تتمتع كليات التقنية العليا اليوم بمكانة عالمية وتستمر في تقديم مجموعة واسعة من برامج البكالوريوس المتميزة والمساقات الدراسية التي تعتمد على التدريب العملي والاستخدام المكثف للتكنولوجيا بهدف تلبية احتياجات جهات العمل والمجتمع والطلبة. كما تتيح الكليات للطلبة الفرصة للإطلاع على ثقافة بلادهم والثقافات الأخرى واكتساب الخبرة العالمية عن طريق الالتحاق بالمساقات التدريبية في الخارج.
وانطلاقاً من حرصها الشديد على خلق التكامل بين التقنيات الحديثة والبرامج الدراسية، كانت كليات التقنية العليا أول مؤسسة للتعليم العالي بالدولة تستخدم التقنيات اللاسلكية والتعلم الإلكتروني وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والإنترنت لتمكين الطلبة من الحصول على المعلومات الهامة عن الدروس والبرامج الدراسية والمواد البحثية ومن التواصل مع أعضاء هيئة التدريس، وذلك بهدف تعزيز وتطوير عملية التعلم. وتستمر مسيرة التطوير التقني بإطلاق مبادرة التعليم النقال الاتحادية بالدولة.
وتولي كليات التقنية العليا أهمية فائقة لإعداد طلبتها الإعداد الأمثل للعمل في بيئة العمل العالمية وإتاحة الفرصة لهم لتعلم أفضل الممارسات العالمية في مجالات اختصاصهم وفهم الثقافات الأخرى. إلى ذلك، تقيم الكليات العلاقات البناءة والشراكات المهنية الإستراتيجية مع عدد كبير من المؤسسات المحلية والإقليمية والعالمية البارزة.
كما تسعى الكليات لتحقيق أهدافها التعليمية من خلال قيامها بتنظيم مؤتمرات عالمية هامة، مثل التعليم بلا حدود ومهرجان المفكرين، حيث تسعى لإكساب طلبتها الخبرة العملية من خلال إيفادهم إلى العديد من الدول لتلقي التدريب العملي في كبريات المؤسسات التعليمية العالمية، ودراسة مساقات اللغة الإنجليزية لتنمية وصقل مهارات التواصل لديهم، والمشاركة في الرحلات الثقافية.
وتركز الكليات على الشراكات التي تقيمها الكليات مع كبريات الشركات والمؤسسات في الدولة والجامعات المرموقة والمؤسسات الرائدة خارج الدولة للتأكد من استيفاء برامجها لأعلى المستويات ومواكبتها لأفضل الممارسات العالمية والحصول على الاعتماد الأكاديمي العالمي.
بالإضافة إلى إنجازاتها التعليمية، تفخر كليات التقنية العليا ببيئة العمل متعددة الجنسيات والثقافات حيث يبلغ عدد أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية العاملين لديها ما يزيد على 000 2 موظف وموظفة من 50 دولة يبذلون قصارى جهدهم لتبقى الكليات منارة مضيئة تتسم بالحيوية والتطور المستمر.
وإذ تحتفل كليات التقنية العليا باليوبيل الفضي، فإنها تستمر في مسيرة العطاء، تلبي احتياجات التنمية الاقتصادية بالدولة، وتطرح البرامج المتميزة الجديدة، وتعمل على مراجعة وتحديث برامجها الحالية بصورة مستمرة في سبيل تخريج أجيال قادرة على خدمة مجتمعها والتعامل مع معطيات العصر بكل كفاءةٍ وإتقان.